Thursday, February 6, 2014

المقدمة - تابع

فردوس الآباء : ...
(نواصل عرض مقدمة الكتاب)


خامسا : الرحالة الأجانب الذين جاءوا إلى مصر
وجمعوا أقوال الآباء ونقلوا الرهبنة إلى بلادهم : ...
1. القديس هيلاريون الغزاوي
2. القديس باسيليوس الكبير
3. روفينوس وميلانية الكبيرة
4. الحاجة إيثيريا (إيجيريا): زارت مصر في طريقها إلى أورشليم عام ٣٨١ م، ولا سيما منطقة جبل الله (جبل موسى) في سيناء، وبراري شيهيت والصعيد.

٥ - جيروم وباولا وابنتها استوخيوم: جيروم (إيرونيموس) أصله من "أكويليا" بإيطاليا، وقد قابل باولا وابنتها هناك ثم تقابلا في أنطاكية وسافرا إلى أورشليم ومنها إلى مصر إلى براري نتريا والقلالي وشيهيت نحو عام ٣٨٥ م

ثم زار جيروم الأديرة الباخومية في الصعيد وكتب عن نظام وقوانين الرهبنة الباخومية، ثم أسس في فلسطين ديرا للرهبان قرب بيت لحم، واشترك مع باولا في تأسيس دير للراهبات هناك صارت هي رئيسًة عليه، ثم خلفتها ابنتها استوخيوم بعد وفاتها.

٦ - القديس يوحنا كاسيان وزميله جرمانوس: وهما راهبان يرجح أنهما أصلا من بلاد الغال (فرنسا) كما قيل إن كاسيان من رومانيا، وقد تركا بلادهما وترهبا في دير ببيت لحم نحو عام ٣٨٥ م، ومن هناك زارا مصر مرتين، ويقال إنهما تركا مصر نحو عام ٣٩٩ م عائدين إلى بلادهما الأصلية، ولكن جرمانوس بقي في القسطنطينية حيث رسِم كاهنا، وذهب كاسيان إلى فرنسا حيث أسس بجوار مرسيليا ديرين نقل إليهما كل تراث تعاليم الآباء الأقباط وصلواتهم بل حتى زيهم الرهباني، ثم سّلم هذا التراث للقديس الغربي "بندكتوس من بعده، St. Benedict وهو الذي نسِبت إليه الرهبنة البندكتية الغربية المشهورة. 

وقد وضع كاسيان كتابيه المشهورين: الأول هو "المؤسسات أو "The Institutes
"او المجامع الرهبانية"، الذي وصف فيه حياة الرهبان المصريين بالتفصيل: أهدافهم الرهبانية وأنظمة صلواتهم وأصوامهم ونسكياتهم وأعمالهم اليدوية وملابسهم …إلخ. والثاني هو "The Conferences "المحادثات" سجل فيه جميع الأحاديث الروحانية التي سمعها مع صديقه جرمانوس من كل أبٍ على حدةٍ بلغت ٢٤ حديًثا مطولا.

٧ - بالليديوس: وهو أكثر من جمع أقوالا لآباء البراري القديسين، ووصف حياتهم في ذلك الزمان. كان مسقط رأسه في غلاطية بآسيا الصغرى نحو عام ٣٦٣ م، ولما بلغ عمره ٢٣ سنة ترهب وتتلمذ على القديس إينوسنتيوس في جبل الزيتون بفلسطين، ثم جاء إلى مصر حوالي عام 388م حيث قضى نحو ثلاث سنوات في الإسكندرية والبراري المجاورة لها وقال عنها: [إن هذه الأديرة كانت تضم بين جوانبها من النساك الراسخين في الإيمان ألفي نسمة 

ثم في عام ٣٩٠ م زار نتريا والقلالي وشيهيت وكتب عن كل من قابلهم فيها وجمع أقوال عدد كبير منهم حتى إن الرهبنة القبطية وتاريخ الأديرة المصرية تعتبر مدينًة لهذا الإنسان المبارك.

ثم اتجه إلى إتريب ومنها إلى أعالي الصعيد حيث زار أديرة الرهبان والراهبات في أنصنا (ملوي) وأديرة أنبا باخوم في طبنيسي حيث وصف الرهبنة الباخومية بالتفصيل، كما زار حبيس ليكوبوليس (أسيوط) المشهور القديس يوحنا التبايسي (أو الأسيوطي).

ثم رجع إلى الإسكندرية للعلاج، ومن هناك سافر إلى فلسطين حيث سكن في مغارة بيت لحم، وهناك تقابل مع العلامة جيروم، وفي سنة ٤٠٠ م رسِم أسقًفا على هلينوبوليس في آسيا الصغرى. وفي عام ٤٠٥ م نفاه الإمبراطور أركاديوس إلى أسوان في مصر، ومن هناك ذهب إلى أنتينيوي (الشيخ عبادة الآن بجوار ملوي) حيث رأى ١٢٠٠ راهب متوحد ”يعيشون من عمل أيديهم ويمارسون النسك إلى أقصى درجة“.

أما كتاب "التاريخ اللوزياكي" الذي اشتهر به بالليديوس - والذي ذكرناه سابًقا - فقد كتبه حوالي عام ٤١٩ أو ٤٢٠ م، وهو ينطق بما كان يكنه لهؤلاء النساك من حب وإعجابٍ، ولأنه سافر كثيرا وسمع منهم الكثير فهو يستحق أن يدعى "هيرودوت" آباء الصحاري. ويهمنا جدا أن نعرف أن "أميلينو" العلامة في القبطيات درس هذا الكتاب وتحقَّق من دّقة ما كتبه بالليديوس على أساس دراسته للآثار المسيحية في مصر، هذا بالرغم من أن بعض القصص التي ذكرها بالليديوس كان قد سمعها من آخرين بطريقةٍ مباَلغ فيها بعض الشيء.

وقد أرسل بالليديوس كتابه، الذي ضمنه - كما قلنا - صورا حية لحوالي ستين قديسا وقديسة في مصر وفلسطين وسوريا وآسيا الصغرى، مع رسالةٍ إلى لوزاس Lasus ياور الإمبراطور ثيئودوسيوس الثاني. وبين سير هؤلاء القديسين والقديسات ذكر بالليديوس الذين سقطوا من الفضيلة بسبب الكبرياء المفرطة، ورجوع بعضهم إلى السيرة المقدسة بواسطة نعمة الله. وبذلك يظهِر بالليديوس أن المسوح وحدها لا تصنع الراهب… ! ويخبرنا أنه شعر بأنه مضطر أن يسجل ذلك لكي نعرف مدى خطورة الكبرياء ومدى قوة الصلاة والاتضاع وكان مما قاله في رسالته إلى "لوزاس": [لقد شعرت في نفسي أنني لست على مستوى وضع مجموعة سير للآباء القديسين… لقد أرهبني عظم المشروع … ثم تفكرت في المنفعة التي سيسببها هذا العمل لمن يقرأونه، لذلك اعتمدت على المعونة الإلهية وشرعت في هذا العمل بجديةٍ كبيرةٍ، فدخلت هذا الميدان محمولا على أجنحة شفاعات هؤلاء القديسين … وقد حسِبت أهلا أن أتحّقق بنفسي من ملامح الوقار والخشوع لأولئك الذين نضجوا فعلا في ميدان التقوى … لقد سافرت على قدمي وتطّلعت في كل مغارةٍ وحجرةٍ لرهبان الصحراء بكل دّقةٍ ودافعٍ خشوعي … وسجلت في هذا الكتاب مناقشاتي مع هؤلاء القديسين وهم على
سجيتهم كبشر إلهيين…].

٨ - ميلانية الصغيرة: هي حفيدة ميلانية الكبيرة. كرست حياتها للمسيح وعمرها
حوالي ٢٠ سنة، وكانت غنية جدا، فوزعت كل أموالها على الكنائس والأديرة بما فيها الأديرة المصرية، ثم عاشت بعض الوقت في جزيرة صقلية.

وفي عام ٤١٧ م زارت شمال أفريقيا ثم ذهبت إلى أورشليم والتجأت إلى منزل للغرباء بجوار القبر المقدس. ثم زارت رهبان براري مصر، ثم رجعت متحصنًة بمثالهم وقدوة قداستهم، .( واستقرت في أورشليم في حياة وحدة وتأمل، وقابلت هناك قريبتيها باولا وابنتها استوخيوم.
(منقول من كتاب:
فردوس الآباء
بستان الرهبان الموسع
إعداد رهبان ببرية شيهيت
طبعة 2006)

No comments:

Post a Comment