تدعو نعمة الله كل إنسانٍ إلى الحياة الروحية العميقة، وهي ليست ممكنة للجميع فحسب بل إنها إلزامية، لأنها هي جوهر المسيحية، وإن كان الجميع لا يتشاركون فيها بنفس القياس. أما المختارون أكثر من غيرهم فيدخلون فيها بعمقٍ أكثر من غيرهم، وبالتدريج يتسّلقون ليصلوا إلى أعلى درجاتها.
ومظاهر هذه الحياة الروحانية، وكذلك غِنى العالم الروحاني الذي تستعَلن فيه هذه الحياة، لاتقل غزارًة وتنوعا عن مظاهر الحياة العادية. ولو أمكن بوضوح فهم ووصف كل ما يحدث في هذا العالم الروحاني: من هجمات معادية وتجارب، من صراعات وانتصارات، من سقوط وقيام من السقطات، من نشأة ونمو المظاهر المختلفة للحياة الروحية، من درجات النمو وحالة الذهن والقلب المتصلة بكلٍّ من هذه الدرجات، والتفاعل في كل شيء بالنعمة والحرية الروحية، والأحاسيس المختلفة بوجود الله، والإدراك الحسي لقوة معونة الله فوق الكل، والتسليم النهائي لحياة الإنسان بين يدي الله، وهجران كل الأمور الدنيوية مع النشاط
والجهاد المستمرين …
كل هذه وأمور أخرى كثيرة، تلك التي تمثل جزءًا مكملا للحياة الحقيقية في الرب؛ لو أمكن أن توصف بوضوح لأعطت صورًة جذابًة ومنيرًة وكأنها رحلة في هذا العالم الروحاني.
No comments:
Post a Comment