Monday, January 27, 2014

تابع رابعا

فردوس الآباء : ...
(نواصل عرض مقدمة الكتاب)

وكان تأثير كتاب "حياة أنطونيوس بقلم أثناسيوس" على الحياة الرهبانية وعلى سير حياة آبائنا القديسين تأثيرا هائلا ممتازا، وأهم شاهد على ذلك في الغرب هو القديس أوغسطينوس، وسيرته وكتاباته معروفة، هذا الذي اقتفى إثر خطوات أنبا أنطونيوس رغم أنه لم يره! ويقول العلامة المؤرخ "هارناك": [لو سمِح لي أن أستخدم لهجًة قويًة، فلن أتردد عن القول إنه لا يوجد كتاب كان له أعمق تأثير خرافي في مصر وفي غرب آسيا وفي أوروبا من كتاب "حياة أنطونيوس بقلم أثناسيوس"]

ويقول عنه القديس غريغوريوس التريتري اللاهوتي: [إن القديس أثناسيوس في هذا الكتاب ينشر دستور أو قوانين الحياة الرهبانية المثالية في شكل قصة]

أما ناشر الترجمة الإنجليزية لكتاب بالليديوس، وهو Robert T Meyer فيقول في
المقدمة: [أهم وثيقتين أصيلتين لتاريخ الرهبنة المبكِّرة في مصر، حيث نبعت الرهبنة، هما:
١) "حياة أنطونيوس بقلم أثناسيوس" الذي كُتِب حوالي عام ٣٥٧ م،

( ٢) "التاريخ اللوزياكي لبالليديوس" الذي كُتِب بعده بحوالي ٦٠ سنة، وقد اشتق اسمه The Lausiac History من اسم الشخص الذي كُتِب من أجله وهو الياور الملكي "Lausus "لوزاس في بلاط الإمبراطور ثيئودوسيوس الثاني.

وترجع القيمة التاريخية على نطاقٍ واسعٍ لكلٍّ من هذين الكتابين إلى أن مؤلِّف كلٍّ منهما كان قد عاش بنفسه فترًة في البراري المصرية، وكان يعرف جيدا الأمور التي كتب عنها، كما أن كلا منهما يكمل الآخر.

No comments:

Post a Comment