فردوس الآباء : ...
(نواصل عرض مقدمة الكتاب)
ثالًثا: أنواع أقوال الآباء:
مع أننا نجد بعض الأقوال تتعّلق بحياة الشركة، إلا أن معظمها يتركز ثقله على الحياة التوحدية، ولذلك فهي تقدم الحياة الجماعية باعتبارها في وضعٍ أقل سموا وإن كان يعتبر شرطا أساسيا للمبتدئين. وأهم أنواع أقوال الآباء هي:
١ - حدثٌ غير مهم ولكنه ذو مغزى هام: مثالٌ لذلك: [ضفر أنبا يؤنس القصير مرًة
ضفيرتين لسّلتين إلا أنه خاطهما سّلًة واحدًة، ولم ينتبه إلا حينما وصل إلى نهاية الضفيرة، وذلك لأن فكره كان مشغولا بالرؤية الإلهية (التاورية)].
ومثالٌ آخر: [دعا تلميذ أنبا شيشوي معلِّمه للأكل،
فسأله الأب: ”ألم نأكل يا ابني“؟ أجابه: ”كلا يا أبي“.
فقال له: ”إن لم نكن قد أكلنا فهاتِ لنأكل“]! بهذا المقدار كانت لامبالاتهم بطعام الجسد.
٢ - إجابة سؤال أو طلب ”ُقل لي كلمة“: حيث كانوا كثيرا ما يذكرون آيات من
الكتاب المقدس بدلا من أقوالهم، كما كانت أقوالهم هنا قصيرة قدر المستطاع، ولكنها مليئة بالمعاني والخبرات العميقة.
٣ - المبادرة بالكلام دون سؤال: وكان هذا الكلام غالبا ينبع من شعور الأب بمسئوليته عن نفوس تلاميذه، وعن شعوره باحتياجاتهم الروحية الحقيقية والواقعية.
٤ - الأمثلة والرموز: مثال ذلك: عندما طلب أحد الآباء من سائله أن يملأ الكوز ماءً، ثم طلب منه أن يحركه، ثم سأله متى يمكنه أن يرى وجهه في الماء جيدا؟ فقال: ”عندما يهدأ الماء تماما“. وذلك لكي يعبر له عن أفضلية حياة الهدوء لكي يرى الإنسان نفسه على حقيقتها.
٥ - سرد المعجزات: يظهر فيها كيف أن الآباء بصلواتهم وجهادهم مع الله أخذوا
مواهب رسولية بما في ذلك إقامة الأموات. وكان سرد هذه المعجزات موجزا لئلا يظن السامع أو القارئ أن الآباء كانوا يفتخرون بعمل المعجزات، أو أن هذا كان أحد أهدافهم من حياتهم النسكية. وفي الواقع كانت معظم المعجزات مجرد عمل رحمة في الآخرين أو لإظهار صحة عقيدتهم بالمقارنة مع عقائد الهراطقة.
٦ - الرؤى: تصف بعض الأقوال رؤى الآباء الذين وصلوا إلى الانخطاف العقلي أو
.¢pok£luψij أو رؤية الله oekstasij الدهش
No comments:
Post a Comment